كانت البنى التحتية للموانئ في أواخر العصور الوسطى، مع استثناءات قليلة، شديدة الهشاشة. فقد اقتصرت أنشطة الرص –شحن و تفريغ– كقاعدة عامة على هياكل خشبية هشة، أو على الإنزال مباشرة على الشواطئ وضفاف الأنهار بواسطة مراكب صغيرة. كانت هذه المساحات غير مناسبة وخطيرة بسبب عمليات الترسيب المستمرة الناجمة عن العادات السيئة في الممارسة البحرية. في الفضاء الساحلي الأطلسي للأندلس، تحول هذا الواقع إلى مصدر إزعاج كبير لعدد كبير من المجموعات السكانية التي ازدهرت اقتصاديًا طوال القرن الخامس عشر بفضل الأنشطة التجارية. وقد سمحت لنا الوثائق المكتوبة والأثرية المحفوظة لبعض هذه الثغور بالتعرف على حالة البنى التحتية المينائية في القرون الوسطى الأخيرة، وتحليل الإجراءات التي تم اتخاذها للتخفيف من تلك النواقص.
موانئ، مرافئ، الأندلس، قادس، أواخر العصور الوسطى.